إسلاميات

لماذا نقول في حق الصحابة رضي الله عنهم

لماذا نقول في حق الصحابة رضي الله عنهم

يرجع السبب في قول في حق الصحابة رضي الله عنهم إلى أن الله عز وجل ٌد أخبرنا بذلك وأكد أنه راضِِ عنهم تماماً، وذلك لما فعلوه وقدموه وبسبب نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى تحملهم العديد من الصعاب والمشاق في مواجهة المشركين، ويمكن أن نستدل في ذلك إلى قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ‏الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا ‏الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (سورة البينة: 7-8)، بالإضافة إلى قول الله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) (سورة الفتح: 18).

  • من الأمور التي تم تثبيتها في عقول العديد منذ زمن كبير أن لفظ السلام يكون دائما مقروناً مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو مع اسم أي نبي من أنبياء الله، هذا الأمر مؤكد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون اسم متبوع بصلي الله عليه وسلم وذلك تطبيق بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (سورة الأحزاب)، بالإضافة إلى أن الصلاة والتسليم على رسول الله يقال في التشهد قبل الانتهاء من الصلاة “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
  • ولا يمكن أن نتجاهل أيضاً قول لسلام مع الرسل واستدلال على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “- أحبُّ الصِّيامِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ صيامُ داودَ علَيهِ السَّلامُ ، كانَ يَصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا ، وأحبُّ الصَّلاةِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ صلاةُ داودَ علَيهِ السَّلامُ ، كانَ يَنامُ نصفَ اللَّيلِ ، ويقومُ ثلُثَهُ ، ويَنامُ سُدُسَهُ” رواه بخاري.
  • بالإضافة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “فُرِجَ سَقْفِي وأَنَا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمَانًا، فأفْرَغَهَا في صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ” رواه بخاري.
  • لذلك يكون لفظ عليه السلام مخصص للأنبياء فقط ولا يخص بالذكر سواهم.

هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة ابن باز

أوضح ابن الباز رحمة الله عليه أنه لا يوجد حرج على أي مسلم أن يقول رضي الله عنه للمؤمن سواء كان من الأتباع أو من أتباع التابعين، لأن الغرض من هذه الجملة هو الطلب من الله عز وجل الرضا عنهم، على الرغم من أن هذا الأمر متعارف عليه بين أصحاب العلم أن الترضي يكون للصحابة فقط، فقد اجنكع أهل العلم وأجازوا الدعاء وطلب الرضا من الله لكل مسلم مؤمن وحتى وإن لم يكن من الصحابة، استدلال على ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ‏الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا ‏الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (سورة البينة).

ما معنى رضي الله عنهم ؟

جملة -رضي الله عنه- من العبارات التي تُقال بعد ذكر أسماء الصحابة وأصحاب المكانة الدينية العالية، حيث يكن لغرض الأسمى منها هو الدعاء، وتتشكل في الطلب من الله -سبحانه وتعالى- أن يرضى عن أصحاب المكانة الدينية، وقول -رضي الله عنهم- لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور التي أوضحها الله في كتابه العزيز قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ -رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 100)

لماذا الترضي على الصحابة؟

الصحابة هم من أشرف الأشخاص وأفضلهم، لذلك يكون الترضي عنهم من الأمور المستحبة وليست بأمر واجب، قال النووي رحمه الله عليه: “يستحب الترضي والترحم على الصحابة والتابعين، فمن بعدهم ‏من العلماء والعباد وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمة الله عليه، أو -رحمه الله- ‏ونحو ذلك”، كما لا يجوز عدم الترضي عنهم تنقيصاً منهم، فهذا حرام شرعاً، لأنه لا يجوز احتقار أي مسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف بالصحابة الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة خير خلقه -عليه الصلاة والسلام”

هل يجوز قول صلى الله عليه وسلم لغير النبي

اختلف أهل العلم على ذلك الأمر بالنسبة لقول الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء والرسل، وكان الرأي الأصوب هو أن الصلاة على النبيين من الأمور الجائزة كما نقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستدلال على ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني”، بالإضافة إلى قول العلامة ابن القيم رحمة الله عليه في جلاء الأفهام: “وقد حكى غير واحد الإجماع على أن الصلاة على جميع النبيين مشروعة منهم الشيخ محي الدين النووي رحمه الله عليه وغيره”.

الفرق بين عبارتي (عليه السلام) و (رضي الله عنه)

التلفظ بجملة عليه السلام تكون صيغة خبرية وفيها إشارة إلى الطهارة وتم صياغتها من قول الله تعالى: (سَلامٌ عَلَى إلْ يَاسينَ) (سورة الصافات: 130)، كما أنها ظهرت في التشهد بالصلاة على النبي محمد.

أما عبارة رضي الله عنه فهي صيغة خبرية فيها إشارة إلى رضا الله عز وجل على شخص ما ويتم إلاقها على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التحذير من اختصار صلي الله عليه وسلم

في الوقت الحالي نتسر في بعض الكتب اختصار بعد اسم النبي صلى الله عليه وسلم وهي كتابة حرف الصاد فقط (ص)، وتكون عوضاً عن صلى الله عليه وسلم، هذا الأمر لا بد إلا أحد يفعله لأنه منافي لقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ( سورة الأحزاب: 56).

مخالفة أمر الله عز وجل وعدم توقير النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور غير المستحبة، وقل صلى الله عليه وسلم لتوقير النبي وليس من التوقير قول (ص).

مقالات ذات صلة