كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية عن وفاة العاملة الموسمية المغربية في حادث انقلاب حافلة لنقل العمال في إقليم ويلبا بإسبانيا. وقد وصلت العاملة إلى إسبانيا في 11 أبريل الماضي رفقة 199 امرأة مغربية أخرى في إطار الرحلات المنظمة بين البلدين لأفواج العاملات الزراعيات الموسميات.
تركت العاملة الراحلة ثلاثة من أبنائها في المغرب، وهذه المرة الرابعة التي تسافر فيها إلى إسبانيا في إطار نظام الهجرة الدائرية للعاملات الزراعيات الموسميات، لكنها المرة الأولى التي تشتغل فيها مع شركة Surexport التي كانت ذاهبة إلى حقولها.
يسمح للعاملات الزراعيات اللواتي سبق لهن السفر إلى إسبانيا باختيار وتغيير الشركة التي سيعملن لصالحها، لعلهن يحصلن على ظروف عمل أفضل أو لتكوين صداقات وعلاقات مع عاملات أخريات.
في الأول من مايو، انطلقت العاملة الراحلة مع 40 عاملة أخريات في رحلتها الأخيرة إلى الدفيئات المخصصة لزراعة الفراولة قبل أن تنقلب الحافلة وتخلف أكثر من 20 مصابة.
يتلقى 9 عاملات علاجهن في مستشفيات مختلفة في ويلبا وإشبيلية، في حين حصلت الناجيات على دعم ومتابعة نفسية وعاطفية من علماء النفس وأخصائيي الاجتماعيين ووسيط.
من جانبها، تغطي الشركة التي توظف 4300 شخصًا، بينهم 892 مغربياً، تكاليف إعادة جثة العاملة الراحلة إلى المغرب ودفع تكاليف سفر أقارب الهالكة الراغبين في السفر إلى ويلبا، كما تعمل مع الحكومة الإسبانية والقنصلية المغربية لتسريع عملية الحصول على التأشيرات.
يواصل الحرس المدني التحقيق في أسباب فقدان السائق الذي كان أحد المصابين بجروح طفيفة، وتشير المعطيات الأولية إلى أن الضباب الكثيف الذي غطى الطريق هو الفرضية الرئيسية التي يجري النظر فيها.
وفي الوقت الذي تعيش فيه العاملات الناجيات حالة من الحزن والتعب والأعصاب والصدمة، يؤكد منسق الصليب الأحمر بويلبا أن وضع جميعهن لا يسمح لهن بالحديث، مبرزاً أنهن “في حالة حداد ويحاولن استيعاب ما حدث”.